هل تساءلنا يوما ما هي أساسيات وأسرار التجارة الرابحة؟
وكيف نضمن الربح الوفير في تجارتنا؟
قد يذهب الذّهن لدى الجواب عن أسرار التجارة الرابحة إلى الإجابات النّمطيّة الّتي تحوم حول رأس المال، ودقّة اختيار المشروع، والتّسويق الجيّد ونحو ذلك، نعم كلّ هذا صحيح ولكنّه غير كافٍ، فكثيرة هي المشاريع التّجاريّة الّتي نحلم بتأسيسها في مشوار حياتنا، لكنّ التّخطيط السّليم هو فقط ما سيضمن لقطار أحلامنا الماليّة العبور إلى محطّات النّتائج المشرقة، وحتّى تكون النّتائج شبه مضمونة- على صعوبة المهمّة- مهما كان نوع التّجارة الّتي قد عزمتم على البدء بها، فإنّه لمن دواعي سروري أن أخبركم بوجود خيوط خفيّة أساسيّة جامعة يجب الإحاطة بها، والالتزام بتحقيقها، وبعد ذلك سيزدهر مشروعكم التّجاريّ سواء كان صغيرا أو كبيرا، لأنّها كما قلنا خيوط جامعة يمكن توفيرها في أيّ نشاط تجاري تقومون به، وسأحاول اليوم أن أقدم لكم إجابة مختلفة عن الإجابات النّمطيّة لكيفيّة تحقيق الرّبح، وكشف السّتار عن أسرار التجارة الرابحة.
أهلا بكم زوّار مدوّنة إنجازي الكرام مع رحلة جديدة في قطار المعرفة، لنحملكم إلى محطّة جديدة تساعدكم على بلوغ وجهتكم الماليّة بإذن الله، وستقرؤون معنا:
ما أساسيات وأسرار التجارة الرابحة؟
1- تحرّي المال الحلال: إنّ الله طيّب ولا يقبل إلّا طيّبا فحتّى يبارك الله مشروعكم الماليّ فيجب أن نبدأ تنفيذه بالمال الحلال فقط، فالحلال يعني البركة الكثيرة، والبركة تعني الزّيادة والنّمو، لذا فمن المهمّ تحرّي الحلال قبل البدء بالعمل، وأثناءه أيضا حتّى لا تقعوا في المعاملات الماليّة الحرام أو المشبوهة، وتعتبر دراسة فقه المعاملات الماليّة فرضا على كلّ مسلم قد شمّر عن ساعده ليمارس التّجارة، حتّى يعلم ويتعلّم ما له وما عليه، وكيف يتجنّب مواطن الإثم ويتحرّى البركة والتّوفيق.
2- فهم السّوق: يجب أن يكون لدى التّاجر فهم جيّد للسّوق الّذي يعمل فيه، بما في ذلك العملاء والمنافسين والاتّجاهات الحاليّة في السّوق، لأنّ ذلك سيساعده على تحسين المنتجات والخدمات، وحماية العمل وتقليل المخاطر، وتحديد مواضع النّمو المحتملة، وزيادة المبيعات، وإبراز رسالة العلامة التّجاريّة وتعزيزها، وتطوير خطّة تسويق ناجحة، وتحليل سلوك العملاء، وتحليل المنافسين، وتحديد مدى ملاءمة المنتج للسّوق قبل بدء المشروع التّجاريّ، لذا يعتبر فهم السّوق أمرا ضروريّا وأساسيّا قبل البدء بالعمل.
3- اختيار البضاعة الجيّدة: نصف الرّبح يكمن في تقديم القيمة للزّبون وجعله مسرورا وممنونا من البضاعة الّتي أنفق عليها أمواله، يعتبر هذا من أهم أسرار التجارة الرابحة لذا فيجب اختيار البضاعة بعناية بحيث تكون جودتها مناسبة للسّعر الّذي تطرح به، ومناسبة لاحتياجات الزّبون وتلبّي توقّعاته، وبهذا فسيُكَوّنُ قناعة جيّدة عن نشاطكم التّجاريّ، وسيرغب بتكرار المعاملة الماليّة معكم.
4- البحث عن أفضل مصدر تسوّق: تتعدّد مصادر توريد المنتجات دوما وتتباين الأسعار الّتي تطرح بها البضاعة لكنّ الثّابت في أسرار التجارة الرابحة أنّ هناك مصدرا رئيسيّا للمنتج دوما، وهو إمّا أن يكون المصنع الّذي يطرح البضاعة عبر الوسطاء عادة، أو التّاجر المستورد الّذي يقوم ببيعها لتجّار الجملة، أو الوكيل الحصريّ للعلامة التّجاريّة، لذا يجب تجنّب باعة الجملة، والبحث باجتهاد لكلّ منتج تبيعونه عن مصدره الرّئيسيّ، وبخلاف ذلك سيعني هذا إهدار جزء من ربحكم، وفقدانكم جزءا من مرونة العرض السّعريّ في سوق المنافسة.
5- التّميّز في طرح المنتج ومنحه قيمة مضافة: كلّ منتج مكشوف سعريّا في السّوق ومتوافر بكثرة، فستحتاجون لطريقة عرض مميّزة له حتّى نكسب منه، فلا بدّ أن نجعله مختلفا في سوق المنافسة بما يسمح لنا زيادة السّعر، وتحقيق المزيد من الرّبح، وكمثال: يمكن بيع زجاجة عطر عادية ب 5 دولارات، لكن عند عرضها في علبة فخمة ثمنها 5 دولارات إضافيّة، سيكون بالإمكان تسعيرها ب25 دولارا لأنّكم قد تميّزتم بطريقة عرضها، وكذلك فنفس المشط الخشبي الّذي يباع بدولار واحد عادة إذا استطعتم الكتابة عليه ووضع عبارت تسرّ الزّبون، فمن الممكن رفع سعره إلى 3 دولارات وربّما أكثر.
6- الذّكاء بخلق العروض والتّنزيلات: هناك دائما حلول يمكن بلوغها بالتّفكير الذّكيّ، فأسرار التجارة الرابحة لا تنتهي وكمثال أوّل: يمكنكم دمج البضاعة الّتي تباع بسرعة مع البضاعة الرّاكدة على الرّفوف وجعلها في عرض واحد له سعر مغرٍ، وهكذا ستكونون قد ابتكرتم بخلق العروض وتخلّصتم من البضاعة الميّتة، وكمثال ثانٍ أيضا: فمن الممكن أن نجبر الزّبون الّذي يشتري عادة بــــ 100 دولار فقط؛ والّتي يتحقّق لكم منها 30 دولارا كهامش ربحيّ مثلاً، بأنّه إذا اشترى ب 500 دولار فسيحصل على هديّة 50 دولار مجانيّة يمكنه التّسوّق بها من متجركم، والهامش الرّبحيّ سيكون في الخمسمئة دولار 150 دولارا، نعم لقد تنازلتم عن 50 وبقي لكم 100 كربح صاف بدل الــ 30 دولار اليتيمة، وسنضيف عليها أنّ الهديّة ليست 50 دولار صافية لأنّها بالنتيجة بضاعة، وفيها هامش ربح أيضا وهو الثلث، لذا فخسارتكم ليست 50 دولارا والرّبح يفوق المئة، وبهذه الحيلة الذّكيّة ستزيد المبيعات وتزيد الأرباح.
7- التّسويق المتميّز للبضاعة: يجب إقناع الزّبون بأنّه محتاج للبضاعة وحتّى لو لم يكن محتاجا لها، وهذا لن يتحقّق إلى بالتّسويق الجيّد للبضاعة، وتحسين طريقة عرضها، واختيار مندوب المبيعات أو موظّف المبيعات الّذي يجيد فنون الإقناع، وإعداد خطّة تسويق محكمة يضعها خبراء متخصّصون، أو تثقيف أنفسكم جيّدا في النّواحي التّسويقيّة قبل الشروع بالنّشاط التّجاريّ وخصوصا إذا كان نشاطكم محدودا لا طاقة له على توظيف الخبراء التّسويقيّين.
8- الدّقّة في التّسليم حسب المواعيد: الدّقة مقدّسة جدّا ومن لا يلتزم بمواعيده سيغامر بخسارة أهمّ رأس مال في التّجارة وهو السّمعة الحسنة، لذا كونوا دقيقين في مواعيد التّسليم حتّى يأخذ الزّبون فكرة جيّدة عن طريقة التّعامل معكم، وحتّى يرغب بتكرار معاملته الماليّة، وإلّا فسيبحث عن مقدّم خدمة آخر يكون أكثر التزاما منكم، وهذا ما يحدث كلّ يوم وقد يغامر الزّبون بخسارة جزء من الجودة لدى التّعامل مع الآخرين فقط لأنّهم أكثر دقّة في المواعيد.
9- المصداقيّة وعدم الكذب: يعتبر الصّدق مع الزّبون في التّجارة أمرا حيويّا وضروريّا للحفاظ على سمعة المتجر، وجذب عملاء جدد والحفاظ على العملاء السّابقين، فالصّدق يؤدّي إلى بناء الثّقة مع العملاء والحفاظ على سمعة النّشاط التّجاريّ، وتجنّب الانتهاكات القانونيّة، فلو كان العميل يشعر بأنه يتعامل مع تاجر يكذب عليه فقد يفقد الثقة ويتجه إلى التعامل مع المنافسين، وستقل فرص عودة العميل مرة أخرى وسيضر بسمعة المتجر ويؤدي إلى فقدان العملاء والمبيعات، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى عقوبات ماليّة وقانونيّة خطيرة لذلك فإنّ الالتزام بالمصداقيّة وعدم الكذب في التّجارة هو أمر ضروريّ للحفاظ على عمليّة تجاريّة ناجحة.
10- المعاملة الخاصّة للزّبون: تعتبر معاملتك الخاصّة للزّبون من أهمّ أسرار التجارة الرابحة، ومن أهم الأستسيات الّتي تجذب الزّبائن والعملاء وتشجّعهم على التّعامل معك مرّة أخرى، فعندما يشعر العميل بأنّه يتلقّى معاملة خاصّة ومميّزة من قبل التّاجر، فإنّه سوف يشعر بالرّضا والثّقة، وهذا ما سيزيد من فرص عودته مرّة أخرى للتّسوّق من متجرك، وعلاوة على ذلك فعندما يشعر العميل بأنّه مهمّ ومحلّ اهتمام وترحيب خاصّ من قبل التّاجر، فإنّه سوف يشعر بالاحترام والتّقدير وسيمنحك الولاء تجاه متجرك ومنتجاتك.
11- تقديم خدمات إضافيّة تميّزك عن المنافسين: يؤدّي تقديم خدمات إضافيّة في الأعمال التّجاريّة إلى تحقيق المزيد من النّجاح بجذب الزّبائن وزيادة المبيعات، مثل تقديم خدمة الشّحن المجانيّ أو التّوصيل إلى المنازل، أو منح هدايا صغيرة، أو نوع محبّب من الضّيافة كقطع الشّكولا، أو دعوة العملاء الكبار إلى مائدة الطّعام، و غير ذلك بدءا من فنجان القهوة عند اسقبال الزّبون وصولا إلى استقبالهم في جناح ملكيّ في فندق خمس نجوم، يمكنك تقديم خدمات إضافيّة بحسب قوّة نشاطك التّجاريّ، فالنّتيجة سيجذب صنيعك هذا الزّبائن ويشجّعهم على التّعامل معك مرّات أخرى.
اقرأ أيضا : كيف تعمل عن بعد كمستقل؟ قصة العمل المستقل من البداية!
12- الابتكار والتّجديد: يجب على التّاجر البحث عن طرق جديدة لتحسين المنتجات والخدمات المقدّمة وجذب العملاء وتلبية احتياجاتهم بشكل مستمرّ، وذلك عبر إطلاق منتجات جديدة، وتغيير التّصاميم القديمة للمنتجات وديكورات صالة العرض، أو عبر استخدام موادّ وعناصر جديدة في تصنيع أحد المنتجات، وبالإضافة إلى ذلك يمكن تقديم خدمات جديدة، أو تغيير الخدمات الموجودة لجعلها أفضل، وتوظيف التّقنيّة الحديثة لتحسين عمليّة الإنتاج والتّوزيع، والتّواصل مع العملاء.. إلخ، باختصار لا تتوقّفوا عن التّجديد الابتكار.
أيّها الرّائعون من كلّ مكان يا من أكرمتم مقالنا هذا بقراءته، آمل أن يكون في جعبتكم أفكار رائعة مثلكم، يمكنكم أن تتركوها لنا في مربع التّعليقات أدناه، وسنعمل على إضافتها إلى مقالكم، فالمدوّنة مدوّنتكم.
وإلى اللّقاء مع غد تحقّقون فيه أهدافكم التّجاريّة.
لكم تحيّات فريق عمل إنجازي.
بقلم صديق المنجزين:
أ.أشرف القسطي.