اتخاذ قرار مصيري

هل أنت على وشك اتخاذ قرار مصيري في حياتك؟

إذا ما كنت بصدد اتخاذ قرار مصيري، وشعرت بالعجز والتردد والقلق، فسيتحتم عليك اتباع خطوات عمل صحيحة تساعدك على المضي قدما.

اتخاذ قرار مصيري…نحن نتّخذ كلّ يوم عشرات القرارات

ولكننا لا نزال نتذكّر جيّدا كيف أنّ بعض قراراتنا غيرت منحى حياتنا مرّة واحدة وللأبد.

قد يبدو اتخاذ قرار مصيري وكبير في حياتنا في بعض الأحيان وكأنّه مهمّة مستحيلة، بل ويكاد يضغط علينا حتّى لنشعر بشيء يشبه الشّلل، فنحن لا نتكلّم عن أبسط القرارات كاختيار وجبة العشاء من القائمة، ففي بعض الأحيان يكون القرار مهمّا لدرجة تجدنا نقول لأنفسنا: 

ماذا لو اتّخذت القرار الخاطئ؟

وقد يكون من المغري جدّا تأخير اتّخاذ القرار ودفن رأسك في الرّمال، ولكنّ هذا أيضا سيعني استمرار القلق بشأن العواقب المحتملة.

وهو أيضا ما يجعل من عمليّة اتخاذ قرار مصيري عملية معقّدة، حيث يتداخل فيها الكثير من تاريخك الشّخصيّ ومعارفك وتجاربك وصولا إلى القيم الّتي تعلّمتها خلال نشأتك،  فإذا كنت تشعر بالتردّد حيال اتخاذ قرار مصيري في حياتك، فأنت في المكان الصحيح الآن على منصّتنا..

حيث سنعمل اليوم معا على تقديم نصائح تساعدك على اتخاذ قرار مصيري وكبير في حياتك، بل وسندعمك كي تكون أكثر حسماً وقدرة على التّحرّر من حالة عدم اليقين، للمضي قدما بكلّ ثقة.

أولا: لماذا يكون اتخاذ القرار صعبا أحيانا؟

يتّخذ النّاس قراراتهم طوال يومهم، ومعظمها مباشر ولا يتطلّب الكثير من التّفكير،  ومع ذلك  أحيانا تكون المواقف أكثر تعقيدا ولها تأثيرات طويلة المدى، فمن الطّبيعيّ أن تشعر بحالة من عدم اليقين أو التّردّد، فليس سهلا الإقدام على اختيار فرع الجامعة الّذي تريده، أو المهنة الّتي ستعمل بها، كما ليس سهلا أن تختار شريكا لحياتك، وليس سهلا أن تتّخذ قرارا بالهجرة خارج وطنك، وهكذا.. فبعض القرارات لها تأثير هامّ في حياتك، لذا ستحتاج دعما مهمّا عند محاولتك اتّخاذها.

اقرأ أيضا كيف يمكننا تحويل المشكلة إلى فرصة.

اتخاذ قرار مصيري
اتخاذ قرار مصيري

ثانيا: ما الخطوات الّتي يجب اتّباعها عند وجود قرار مصيري في حياتك؟

1- لا تدع التّوتّر يسيطر عليك: من السّهل أن تشعر بالتّوتّر والقلق عندما تواجه خيارا صعبا، فقد تميل إلى التّسرّع في اتّخاذ قراراتك دون التّفكير فيها جيّدا، أو أنّك ستتجنّب اتّخاذ القرار على الإطلاق لأنّ التّوتّر قد أبعدك عن اللّعبة، فإذا ما كنت تشعر بالقلق حيال القرار، فحاول التّحكّم في توتّرك حتّى لا يؤثّر على تفكيرك، يمكنك أن تذهب في نزهة على الشّاطئ، أو أن تخرج مع الأصدقاء أو أن تصلّي وتتلو القرآن، فالمهمّ في هذه المرحلة أن تسعيد سكينتك وسلامك الدّاخليّ.

2- امنح نفسك بعض الوقت (إن أمكن): من الصّعب التّفكير بوضوح تحت الضّغط، وأحيانا قد لا تكون فكرتك الأولى دائما أفضل فكرة لديك، لذا فامنح نفسك الفرصة للجلوس على المشكلة لفترة أطول من الوقت حتّى تتمكّن من معالجة خياراتك، والتّرجيح بينها والوصول إلى الشّعور بالثّقة بأنّك على المسار الصّحيح.

3. وازن بين الإيجابيّات والسّلبيّات: عندما نواجه اتخاذ قرار مصيري فإنّنا نضيع في الصّورة الكبيرة، لذا قم إلى ورقة واكتب قائمة بالإيجابيّات والسّلبيّات لكلّ مسار عمل، ثمّ قارن بين المسارين، وستجد نفسك أكثر بصيرة بالصّورة العامّة بعد أن تكون قد اكتشفت كلّ ما في الخيارات من إيجابيّات وسلبيّات، كما يمكنك أن تسأل نفسك كلّا من الأسئلة التّالية:

  • ما هي خياراتي؟
  • ما هي إيجابيّات وسلبيّات كلّ نتيجة لهذا القرار؟
  • كيف يمكنني التّعامل مع كلّ نتيجة؟
  • كيف يمكنني التّأقلم إذا جاء القرار بنتائج عكسيّة؟
  • ما الّذي سأتخلّى عنه باتّخاذ هذا القرار؟
  • هل سيؤثّر هذا القرار على صحّتي النّفسيّة؟
  • كيف سيؤثّر هذا القرار على الأشخاص من حولي؟
  • ماذا لو فشلت؟
  • ماذا لو نجحت؟

وبعد الإجابة عن هذه الأسئلة فستجد أنّ اتخاذ القرار لديك صار أكثر وضوحا.

اقرأ أيضا هل تحبّ أن ترفع مستوى الذّكاء لديك لتتفوّق على من حولك؟!

اتخاذ قرار مصيري
اتخاذ قرار مصيري

4. فكر في أهدافك وقيمك: من المهمّ أن نكون صادقين مع أنفسنا وما نُقدّره في الحياة من قيم سامية، ومن ثمّ نحدّد ما هي أقرب الخيارات المتاحة لدينا إلى مساحة قيمنا ومثلنا العليا، عليك أن تأخذ قيمك في الاعتبار لدى اتخاذ قرار مصيري، فلو كان بعيدا عن قيمك فستعيش عمرا مديدا وأنت حزين حتّى ولو كانت الإيجابيّات كثيرة،  لذا فمن المرجّح أن تساعدك القيم وما تؤمن به على الوصول إلى نتيجة ترضيك.

5- تحدّث عن خياراتك واستشر نوعين من النّاس فقط: يمكنك استشارة من تعلّم بأنّهم يحبّونك ويحبّون الخير لك كالأهل والأصدقاء المقرّبين، كما يمكنك استشارة أهل الحكمة والتّجارب السّابقة، قد يكون من المفيد جدّا الحصول على وجهة نظر أشخاص آخرين حول مشكلتك، خاصّة إذا واجهوا قرارا مشابها لها في حياتهم.

6. استعن بصلاة الاستخارة: صلاة الاستخارة تقوم على فكرة الدّعاء وطلب الخير من الله لأنّه وحده هو الّذي يعلم الغيب، ويعلم ما هو الخيار الأنسب لنا، فأحيانا قد تشير المعطيات إلى خيار معيّن بذاته فنحبّه، ولكن في الحقيقة يكون في هذا الخيار سلبيّات لم نكتشفها بعد، أو إنّنا نبتعد عن خيار ما لظنّنا بأنّ سلبيّاته كثيرة فنكرهه، ولكنّ الحقيقة هي بأنّه يتضمّن إيجابيّات كبيرة لم نكتشفها بعد، فالزّمن وحده كفيل بتكشّف كلّ الحقائق، لذا فمن المفيد طلب الاستخارة من الله وتفويضه وتوكيله ليساعدنا على اتّخاذ قرارانا ويلهمنا الحكمة، وييسر لنا الخير.

7- خطّط كيف ستخبر الآخرين: إذا كنت تعتقد أنّ شخصا ما قد يكون لديه استجابة سيّئة لقرارك، ففكّر في ردّة فعله المحتملة، وضع نفسك مكانهم لمساعدتك على التّفكير في طريقة جيّدة لإدارة الموقف.

8. أعد التّفكير في خياراتك: إذا كنت تواجه الكثير من الضّغط بشأن قرارك، أو كانت هناك بعض العوامل الجديدة الّتي يجب وضعها في الاعتبار، فراجع خياراتك مرّة أخرى، عندما تقرّر أنّ قرارك الأصليّ لا يزال هو الأفضل، عندها ستكون أكثر شجاعة للإقدَام، ولكن لو شعرت بأنّ هذا القرار لم يعد مناسبا لك، فعليك العودة إلى الخطوات السّابقة مرّة أخرى مرّة أخرى لاكتشاف حلّ أفضل.

اتخاذ قرار مصيري
اتخاذ قرار مصيري

9. إذا عزمت فتوكّل: والآن بعد أن بلغت رشدك، عليك أن تعزم أمرك، وتبدأ بالتّنفيذ مهما كانت النّتائج، واحذر من التّردّد أو الخوف من النّدم مستقبلا، فكلّ شيء مكتوب سواء تحقّق منه الخير أو جاء بنتائج سلبيّة، لقد بذلت جهدك واتّخذت الأسباب، عليك أن تجرّب بكل قوّة وتصميم وإرادة، وتبذل كلّ جهدك للنّجاح في الخيار الّذي اتّخذته. 

10. التّفاؤل: ينبغي أن تكون متفائلاً بشأن نتائج القرار الّذي اتّخذته، وأن تثني على نفسك، وعلى مجهودك في اتخاذ أفضل قرار بناء على الخيارات الّتي كانت مُتاحة لك في ذلك الوقت، وذلك بغضّ النّظر عن توقّعاتك المُسبقة، تفاءل بالخير وستجده إن شاء الله بلا شكّ، وفي النّهاية ولو لم يحصل ما ترجوه فلن تكون نهاية الكون، فنحن نتعلّم من تجاربنا دائما، والمهمّ ألّا تقول لو أنّي فعلت كذا لكان كذا فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان ليحزنك، تفاءل بالقادم لأنّك ستكون أكثر قوّة وقدرة على التّحكّم بمستقبلك في قادم الأيّام فالخير لا ينتهي.

يمكنك أن تقرأ أيضا عن قوة الأمل في الحياة التي تجعل المستحيل ممكنا.

وأنتم أيّها الرّائعون يا من أشركتمونا بثواب نشر الفكر الراقي، أرجو ألّا تبخلوا علينا بأيّ أفكار إضافيّة تثري هذا المقال، اتركوها لنا في مربّع التّعليقات أدناه.

لكم تحيّات فريق عمل إنجازي.

بقلم صديق المنجزين:

أ.أشرف القسطي.

اقرأ أيضاً

Total
0
المشاركات‎
5 2 votes
تقييم المقالة
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
المقال السابق
صدمة الزلزال النفسية

التعافي من صدمة الزلزال النفسية ضرورة ملحّة

المقال التالي
أسرار التجارة الرابحة

أساسيات وأسرار التجارة الرابحة

Related Posts