التغلب على المرض

التغلب على المرض | عندما تصارع الإرادة المرض من سينتصر؟

يمكن لأي شخص تحقيق أي هدف يريده بمساعدة الإرادة القوية والإصرار، حتى لو كانت الظروف صعبة والتحديات كبيرة. في النهاية، يجب علينا أن نتذكر أن الإرادة هي القوة التي تمنحنا القدرة على تحقيق النجاح والتغلب على المصاعب والتحديات، وأنها تمثل مفتاح النجاح في الحياة. فلنتعلم من قصص الأشخاص الذين تغلبوا على الإعاقة والمرض ولنتبنى الإرادة القوية والإصرار لتحقيق أهدافنا في الحياة

التغلب على المرض ..هل يمكن للإنسان صاحب الإرادة أن ينكسر أو يقهر إذا تعرض للإعاقة أو المرض؟

أم أنه بإراداته الصلبة يستطيع تحقيق المستحيل؟!

إن الإرادة هي القوة الدافعة التي تحرِّك الإنسان للتغلب على الصعاب والمصاعب، وهي السبب الرئيسي وراء نجاح العديد من الأشخاص في تحقيق أهدافهم وتجاوز الصعوبات التي تعترض طريقهم، لكن في كثير من الأحيان تواجه الناس ظروف قاهرة مثل الإعاقات الشديدة الخطورة أو الأمراض المستعصية وحينئذ ترى الكثيرين يسقطون في امتحان الإرادة وأما البعض القليل فإنه يستمر في النضال في رحلة التغلب على الإعاقة والأمراض الخطيرة هكذا إلى أن يصبحوا أبطالا حقيقيين يسطر التاريخ أسماءهم فيصيرون لنا منارات نتعلم منها كيفية تحقيق النجاح رغم الصعوبات القاهرة، رغم الأمراض والأوجاع الشديدة والإعاقات البالغة الخطورة فلا شيء يمكن أن يثني عزيمتهم عن تحقيق الأهداف ومعانقة أعلى درجات سلم المجد والإنجاز. 

أولا: هل تحين نهاية الإنسان عند وقوعه في المرض أو الإعاقة؟

إن المرض أو الإعاقة هما حالة تؤثر على صحة الإنسان وتقلل من قدراته الجسدية أو العقلية أو الحسية، وتختلف الأمراض والإعاقات في شدتها ومدتها وأعراضها وعلاجها من شخص لآخر، وقد تؤدي إلى تعطيل بعض الأعضاء أو الحواس أو الحركات، مما يجعل المصاب يشعر بالضعف واليأس والحزن والقنوط والخروج من سكة الحياة، ولكن يبقى السؤال هل سيتمكن ذلك المرض أو تلك الإعاقة من إنهاء حياة المصاب أو منعه من تحقيق طموحاته وأحلامه؟

الجواب: بالتأكيد لا، فالمرض والإعاقة ليسا نهاية الطريق، بل هما عقبتان يمكن التغلب عليهما بالإرادة والصبر والإيمان والعزيمة.

فالإرادة هي قوة داخلية تدفع الإنسان إلى التحدي والتفاؤل والبحث عن الحلول والفرص، وتجعله يستغل ما بقي لديه من قدرات ومواهب ومهارات لخدمة نفسه ومجتمعه.

اقرأ أيضا : ولا تيأسوا من روح الله.من ظلمات اليأس إلى نور الأمل|علاج اليأس من الحياة

التغلب على المرض
التغلب على المرض

ثانيا: 10 خطوات تساعدك على محاربة المرض وقهر الإعاقة؟

إذا كنت تعاني من مرض أو إعاقة ما، فلعلك تشعر بالضعف واليأس والانكسار، ولكن هذا لا يعني أن تستسلم للمرض وتفقد إرادتك في الحياة، بل عليك أن تحارب المرض بكل قوة وعزيمة، يمكنك تتبع بعض الخطوات اللازمة لتقوية إرادتك وتغلب على المرض، فيما يلي:

 1- الرضا عن الله والقدر: من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، إياك أن تسخط على قدرك ارض به وارض عن الله الذي امتحنك بهذا الامتحان الصعب فلولا أنه أراد بك خيرا لما ساق لك هذا القدر فإن رضيت به كسب الأجر والثواب في الآخرة وطابت نفسك في الدنيا فتشعر أنك أغنى الناس فالامتحانات الصعبة لا تعطى إلا للطلاب الأذكياء والأقوياء.

2- الرضا عن الذات: عليك أن تحب نفسك وتقبل حالتك كما هي، ولا تحاول إرضاء الآخرين على حساب سعادتك، فالمهم هو الرضا عن ذاتك لأنه يزيد من ثقتك بنفسك وقدرتك على التغلب على التحديات.

3- البحث عن المعلومات الصحيحة والموثوقة عن مرضك أو إعاقتك: عليك أن تفهم أكثر عن الأسباب والأعراضه وطرق العلاج والوقاية إن وجدت، وكل ذلك مع تجنب الشائعات أو المصادر غير الموثوق واتباع تعليمات الطبيب بدقة، والحذر من تناول أي دواء أو مكمل غذائي أو علاج بديل دون استشارته.

4- ممارسة النشاط البدني: عليك أن تمارس التمارين الرياضية بانتظام مهما كان مرضك أو إعاقتك حتى ولو كنت مشلولا هناك دوما ما يمكنك فعله، فالرياضة تساعد على ضمان صحة جسمك وعقلك، وتزيد من قوة إرادتك بشكل مباشر لأنها تؤثر على حجم ونشاط الأجزاء الدماغية التي تتحكم في قوة الإرادة، وتجعلها أقوى وأفضل.

5- ممارسة التأمل: عليك أن تمارس التأمل الذهني والتفكر والتدبر في ملكوت الله وخلقه وآياته، وفي نفسك فالتأمل عبادة تساعد على تهدئة الذهن وزيادة التركيز والوعي، كما يمكن أن يكون التأمل مفيداً جدا لتخفيف التوتر والقلق والسلبية، وهو يزيد من الثقة بالنفس والتحكم بالعواطف ما يعني بالنتيجة تقوية الإرادة وصولا إلى عتبة التغلب على المرض والإعاقة.

6- عمل تغيير واحد في كل مرة: عليك أن تبدأ بتغيير سلوكاتك وعاداتك السيئة التي تضر بصحتك بشكل تدريجي وبسرعة بطيئة، وأن لا تحاول إحداث تغيير كلّي في حياتك في آن واحد. فالتغيير الصغير يسهل عليك التزامه والنجاح فيه، وهو خطوة أولى نحو التغييرات الأكبر.

7- مكافأة الذات: عليك أن تحدد هدفاً معيناً لشفائك أو تحسين حالتك ولو بقيد أنملة،وأن تمنح نفسك مكافأة عند تحقيق ذلك الهدف، فالمكافأة ستشجعك على الاستمرار في المثابرة والجهد، وتجعلك تشعر بالرضا والسرور.

8- الاهتمام بالصحة النفسية: ابحث عن مصادر السعادة والإيجابية في حياتك، واملأ وقتك بالأنشطة التي تحبها وتستمتع بها، وابتعد كل البعد عن التفكير السلبي أو التشاؤم.

9- طلب الدعم من أسرتك وأصدقائك: لا تخجل ولا تتردد عند حاجتك للدعم والمساعدة اطلب منهم كل ما يعينك على الصمود في وجه مرضك أو إعاقتك، وشاركهم مشاعرك وهمومك، ولا تخجل منهم أبدا فهم يحبونك ويريدون الخير لك.

10- البحث عن مجموعات الدعم: يمكنك التواصل مع أشخاص يعانون من نفس المرض أو الإعاقة مع فارق أنهم تغلبوا عليه أو استطاعوا التعايش معه وفق أفضل صورة ممكنة، فهذا سيساعدك على تبادل التجارب والنصائح والتشجيع.

التغلب على المرض
التغلب على المرض

ثالثا: أمثلة لأشخاص تغلبوا على المرض والإعاقة بإرادتهم القوية:

إن التاريخ لا يخلو من أمثلة لأشخاص عظماء تغلبوا على المرض والإعاقة بإرادتهم القوية، وأصبحوا منارات للأجيال في مجالات مختلفة مثل العلم والأدب والفن والرياضة، فمنهم من كان كفيفا أو أصما أو مشلولا أو مصابا بأمراض خطيرة، ولكن ذلك كله لم يثنهم عن إبداء إبداعاتهم وإسهاماتهم في تطور البشرية.

 نذكر لكم من هؤلاء بعض الأسماء التي تستحق التقدير والإعجاب:

1- ستيفن هوكينغ: هو عالم فيزياء نظرية بريطاني، اشتهر بأبحاثه في مجال الثقوب السوداء والانفجار العظيم والزمان المتخيل، ولد في عام 1942 وقد تم تشخيصه بمرض التصلب الجانبي الضموري وهو في العشرينيات من عمره، وبدلاً من الاستسلام للمرض، استخدم هوكينغ إرادته القوية لتحقيق النجاح في الحياة، وكان له دور كبير في العديد من الاكتشافات العلمية المهمة في مجال الفيزياء ونشر الكتب  وبالرغم من صعوباته الجسدية فقد استطاع أن يصبح مصدر إلهام للكثيرين في جميع أنحاء العالم.

2- فرانكلين روزفلت: كان يعاني من شلل الأطراف السفلية، لكنه تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال السياسة وتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

3- المصارع الأمريكي كيرت أنجل: وهو الذي تعرض لحادث في السيارة وفقد ساقه، ولكنه تمكن من العودة إلى المصارعة وتحقيق النجاح والفوز بالعديد من البطولات والألقاب.

4- الناشطة الأمريكية شيريل كرو: وهي التي تعرضت للإصابة بسرطان الثدي مرتين، ولكنها لم تستسلم وتمكنت من تأسيس مؤسسة للمساعدة على الوقاية من السرطان. ومن أمثلة النجاح الأخرى.

5- فاطمة الزهراء العبيدلي: فتاة عراقية تعاني من التوحد، لكنها تمكنت من الانتهاء من دراستها الثانوية وحصلت على أعلى معدل في العراق لعام 2021.

بدر الزمان سعود: مصاب بالتوحد، لكنه تمكن من الانتهاء من دراسته في كلية الطب ويعتبر من أفضل الأطباء في المملكة العربية السعودية. 

6- السائق الأسطوري لويس هاميلتون: تغلب على الفقر والإعاقة الناتجة عن العدمية والتمييز العنصري، وتمكن من الفوز بستة عشر بطولة من بطولات العالم لسباقات الفورمولا  وهو يعد من أنجح السائقين في تاريخ الرياضة الإلكترونية. 

7- نيل أرمسترونج: تعرض للإصابة بسرطان الخصية وتم إزالتها، لكنه تمكن من العودة إلى سباقات الدراجات الهوائية وفاز بلقب بطولة فرنسا للدراجات الهوائية سبع مرات.

8- طه حسين: عانى من العمى منذ الصغر، لكنه تمكن من الحصول على تعليم جيد وأصبح أديباً ومفكراً مشهوراً في العالم العربي. 

9- ابن الهيثم: من العلماء العرب القدامى عانى من صعوبات في الرؤية، ولكنه تمكن من العمل في مجال الرياضيات والفلك وأسس نظرية البصريات.

10- محمد فرج عامر: لاعب مصري مصاب بالشلل النصفي، ولكنه تمكن من الفوز بميداليات في بطولات الجودو العالمية والأولمبياد وحقق أعلى المراتب في تصنيف الاتحاد الدولي للجودو.

التغلب على المرض
التغلب على المرض

هذه الأمثلة هي عينة بسيطة وعشوائية من بين عشرات الآلاف لأشخاص تغلبوا على المرض والإعاقة وهي تبين أنه بالإرادة القوية والإصرار يمكن أن يحقق الإنسان النجاح ويتغلب على المصاعب، والمرض، والإعاقة، وتحقيق أهدافه بطريقة إيجابية وبناءة.

والآن أيها الرائعون من كل مكان أعتقد أنكم تودون إضافة بعض الأسماء على قائمتنا المتواضعة، ما رأيكم أن تتركوها لنا في مربع التعليقات أدناه

وإلى اللقاء مع غد مشرق تتمكنون فيه من التغلب على المرض والإعاقة.

لكم تحيات فريق عمل إنجازي.

بقلم صديق المنجزين:

أ.أشرف القسطي.

اقرأ أيضاً

Total
0
المشاركات‎
4 1 vote
تقييم المقالة
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
المقال السابق
التخلص من العادات السيئة

متى تستطيع التخلص من العادات السيئة التي تعيق إنجازاتك؟!

المقال التالي
التأمل لزيادة التركيز والإبداع

كيف تستخدم التأمل لزيادة التركيز والإبداع؟

Related Posts