التأمل لزيادة التركيز والإبداع…
متى كانت آخر مرّة استعملت فيها التّأمّل؟!!
التّأمّل دفعة واحدة !!
نعم يا صديقي فنحن عالقون يوميّا في ضجيج الحياة، ورتابتها نمارس مهامّنا دون وعي
أنّه ثمّة عالم جميل في الخارج نستطيع رؤيته إذا ما امتلكنا شفافية التّأمّل
يعتبر التّأمّل ممارسة فكريّة وتعني الانتباه الواعي للحظة الحالية، دون الحكم أو التّفكير المفرط، ويهدف التّأمّل إلى تهدئة العقل وتنقية الذّهن من الأفكار والمشاعر السّلبيّة، وزيادة الرّضا عن الذّات والحياة، وتعزيز القدرات المعرفيّة والإبداعيّة للأفراد، كما يمكن أن يستعمل التأمل لزيادة التركيز والإبداع، حيث يعتمد على توجيه الانتباه وتركيزه على شيء واحد دون التّفكير في الأفكار الأخرى، ويتمّ ذلك عن طريق تحريك الانتباه من التّفكير في الأفكار السّطحيّة إلى التّركيز على الأفكار العميقة، نعم يمكننا استعمال التأمل لزيادة التركيز والإبداع وتحسين الصّحّة النّفسيّة والجسديّة والعقليّة بشكل عامّ.
أهلا بكم زوّار مدوّنتنا الكرام اليوم وفي هذا المقال، سنناقش معكم بعض الطّرق الفعّالة لاستخدام التأمل لزيادة التركيز والإبداع.
أهلا بكم زوّار مدوّنتنا الكرام اليوم وفي هذا المقال، سنناقش معكم بعض الطّرق الفعّالة لاستخدام التأمل لزيادة التركيز والإبداع.
أولا: ما هو التأمل وكيف يعمل؟
إنّ التّأمّل هو عمليّة فكريّة تقوم على توجيه الانتباه وصبّ التّركيز على شيء محدّد بشكل دائم وهادئ، ويتمّ ذلك عن طريق التّركيز على التّنفّس أو التّركيز على مفهوم أو عبارة محدّدة، يتمّ تنفيذ التّأمّل عادةً في مكان هادئ ومريح وبدون أيّ تشويش من الخارج.
عند البدء في التّأمّل يتمّ تحييد الأفكار والمشاعر الأخرى جانباً، وتعتبر التّقنيّة الأساسيّة في التّأمّل هي التّركيز على التّنفّس، فعبر الانتباه على عملية التّنفّس وحركة الهواء الّذي يدخل ويخرج من الأنف والفم يمكن للشّخص الّذي يمارس التأمل لزيادة التركيز والإبداع أن يشعر بالفارق وينغمس في ممارسته التّأمّل بالكامل، ويحقق الاستفادة القصوى منه.
اقرأ أيضا العادات الصحية الحكيمة لحياة أطول وأسعد
ثانيا: ما فوائد ممارسة التأمل؟
يمكن للشّخص الّذي يمارس التأمل لزيادة التركيز والإبداع أن يتمتّع بفوائد عدّة، ومن بين تلك الفوائد:
1- تحسين التّركيز: يعتبر التّأمّل وسيلة فعّالة لتحسين التّركيز، فهو يعتمد على تركيز الانتباه والوعي وكّلما تمّت ممارسة التّأمّل كلّما ازداد التّركيز.
اقرأ أيضا طرق تقوية الذاكرة بأسهل مما تتخيل
2- تقليل الضّغط النّفسيّ: يساعد التّأمّل في تقليل الضّغط النّفسيّ والتّوتّر والقلق، وذلك بفضل تركيز الانتباه على اللّحظة الحاليّة وتحييد الأفكار والمشاعر السّلبيّة جانبا.
اقرأ أيضا كيف يجعلنا التنفيس الانفعالي نشعر بالتحسن؟
3- تحسين الصّحّة العقليّة: يساعد التّأمّل في تحسين الصّحّة العقليّة بشكل عامّ، فهو يعمل على تنظيم النّظام العصبيّ وتحسين الاستجابة للتّحفيزات الفكريّة الخارجيّة.
4- زيادة الإبداع: يمكن أن يساعد التّأمّل في زيادة الإبداع، وذلك بفضل تركيز الانتباه على الفكرة المحدّدة والابتعاد عن الأفكار السّطحيّة بما يؤدّي إلى توليد أفكار جديدة وغير تقليديّة.
ثالثا: كيف تستخدم التأمل لزيادة التركيز والإبداع؟
تتطلّب ممارسة التأمل لزيادة التركيز والإبداع العديد من الخطوات، ولكن من السّهل البدء في الممارسة.
وفيما يلي بعض الخطوات الأساسيّة الّتي يمكن اتّباعها للاستفادة من التّأمّل:
1- اختر المكان المناسب: يجب اختيار مكان هادئ وخالٍ من التّشويش حتّى يتيح لك التّركيز بسهولة.
2- اختر الوقت المناسب: يمكن ممارسة التّأمّل في أيّ وقت من اليوم، ولكن يفضل البدء في الممارسة في الصّباح الباكر أو في المساء.
3- اختر الطّريقة المناسبة: يمكن استخدام العديد من الطّرق المختلفة للتّأمّل، مثل: تركيز الانتباه على التّنفّس، أو التّركيز على صوت محدّد أو صورة أو فكرة محدّدة.
4- تحديد المدّة: يجب تحديد مدّة للتّأمّل، والّتي يمكن أن تتراوح بين 5 دقائق إلى 45 دقيقة.
5- بدء الممارسة: يمكن الجلوس على الأرض بشكل مريح وتركيز الانتباه على النّقطة المحدّدة، مع الاسترخاء والتّركيز على التّنفّس، وعندما تبدأ الأفكار في الظّهور في العقل، يجب ملاحظتها دون التّفكير فيها.
6- الممارسة المنتظمة: يجب ممارسة التّأمل بانتظام للاستفادة الكاملة منه، ويمكن زيادة الوقت المخصّص للتّأمّل بشكل تدريجيّ.
7- تطوير الإبداع: بعد ممارسة التّأمّل يمكن توجيه الانتباه إلى فكرة معيّنة، والسّماح للأفكار بالتّدفّق بحريّة، دون الاعتراض عليها، ويمكن الاستفادة من هذه الأفكار لتطوير الإبداع والابتكار.
رابعا: التأمّل من وجهة النّظر الإسلاميّة:
إنّ الإسلام يشجّع على التّأمّل والتّفكّر والتّدبّر، وبالتّأكيد يجب ألّا يمر هذا التّشجيع عبثا، حيث يعتبر أداة مهمّة لتحسين الصّحّة الرّوحيّة والجسديّة وزيادة الإيمان واليقين، ويعتبر أيضًا جزءًا من العبادة، وطريقة للاتّصال بالله، وفي الإسلام يتمّ التّأمّل في الإسلام من خلال:
1- الصّلاة: وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وتتطلّب التّركيز والانتباه الكاملين ويشعر المصلّي معها بالهدوء والرّضا والسّلام الدّاخليّ، ويصبح أكثر تركيزا وإيجابيّة في الحياة.
2- الذّكر: ويتمّ ترديده بشكل منتظم مع التّركيز على كلماته ومعانيها، ومن خلاله يصبح الإنسان أكثر تركيزا وسعادة، ويزداد شعوره بالانتماء إلى الله.
3- التّأمّل في القرآن والأحاديث النّبويّة: فهو وسيلة لتحسين العلاقة بين الإنسان وخالقه، واستكشاف عمق العلاقة بين الإنسان والكون والتّفكير في معنى الوجود ويحثّ القرآن الكريم على التّأمّل في آياته في مواضع كثيرة، مثل قوله: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” وقوله: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّلْمُتَوَسِّمِينَ” لما يساعد ذلك على تعزيز الإيمان والتّقوى، وتحقيق الرّضا والسّعادة الرّوحيّة.
وفي النّهاية، يمكننا القول يستعمل التأمل لزيادة التركيز والإبداع، ويمكن استخدامه بشكل فعّال في الحياة اليوميّة لتحسين الصّحّة العقليّة والجسديّة أيضا، وعلى الرّغم من أنّ التّأمّل يتطلّب الصّبر والممارسة المنتظمة، إلّا أنّه يستحقّ منّا بذل الجهد والوقت المخصّص له، لأنّه بالنّتيجة يساعدنا على تحسين نوعية الحياة وبالتّالي الوصول إلى أهدافنا بطريقة أكثر فعاليّة وإنتاجيّة.
ما رأيك أيضا أن تقرأ عن قوة الأمل في الحياة؟
والآن أيّها الرّائعون من كلّ مكان يا من أكرمتمونا بقراءة هذا المقال حتّى نهايته، شاركونا آراءكم في مربّع التّعليقات أدناه.
لكم تحيّات فريق عمل إنجازي.
بقلم صديق المنجزين:
أ.أشرف القسطي