يتوقع أن يكون العام 2022 زاخراً بالفرص، لكنها ستنهمر أكثر على شخص يسمى: متعدد المواهب أو متعدد المهام؛ فاحرص أن تستعد لتكون أنت ذاك الشخص عبر رحلتك الجديدة في تطوير المهارات الشخصية.
ولربما تتزاحم الأسئلة في عقلك، عندما تبحث عما يساعدك في تحقيق أهدافك المهنية والشخصية؛ فتتساءل: من أين أبدأ؟ هل يجب التخلص من نقاط ضعفي؟ أم أركز على نقاط القوة لتعزيزها؟ أم هل أتعلم شيئاً جديداً ومختلفاً؟
وفي خضمّ حالة عدم اليقين هذه، والحماسة التقليدية مطلع كل عام، لكنك لست متأكداً على الإطلاق مما ستفعله بعد ذلك!
تابع هذا المقال، لعلّك تلتقط معنا رأس الخيط للتعرّف على أهم مهارات تطوير الذات، وكيفية تنميتها خلال رحلة تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية، بما يؤهلك لكسب الفرص مع بداية هذا العام الجديد.
تطوير المهارات الشخصية
يشير أبراهام ماسلو، إلى أن جميع الناس لديهم حاجة داخلية للتطوّر الشخصي، وتعتمد قدرتهم على التطور، على مدى تلبية احتياجات معينة، تشكّل تسلسلاً هرمياً..
وهذا التسلسل الهرمي يبدأ بالاحتياجات الفسيولوجية، ثم الأمن، الحب، تقدير الذات، التفكير، التنظيم، وصولاً إلى تحقيق الذات..
وعندما نُلبّي مستوى واحداً من هذه الاحتياجات، نتمكّن من تطوير مستوى أعلى، إلى أن نصل إلى قمة الهرم.
وتستمر الحاجة إلى التنمية الشخصية، بشكلٍ متواصل ما حيينا، ولكن مع حدوث التغيير بمرور الوقت، تتغير أهدافنا في الحياة، وتتغير معها مستويات الحاجة لتحفيز السلوك.
لماذا تحتاج إلى تطوير مهاراتك الشخصية في 2022
ببساطة، لأنها تفتح لك المجال واسعاً أمام إنشاء خطط قصيرة وطويلة المدى، تقودك نحو تحقيق النمو على الصعيدين الشخصي والمهني، لتصل إلى ما طمحت إليه من أهداف شخصية ووظيفية..
ومع شحذ همّتك، وصقل مواهبك وقدراتك الإبداعية؛ ستشعر بالرضا الداخلي، وستكون رحلة السعي ممتعة أكثر.
ويمكن أن تكتسي هذه المهارات حُلّة صفاتٍ تتحلى بها بالفعل، أو سمات يمكنك اكتسابها من خلال التعليم والدورات التدريبية..
ما هي المهارات القابلة للتطوير؟
وفيما يلي بعض المهارات الهامة التي بوسعك تطويرها وتنميتها، لتسريع مراحل النمو الشخصي:
- تطوير المهارات الاجتماعية؛ لأثرها البالغ في توطيد العلاقات في محيطك الاجتماعي؛ مثل السلوك اللطيف، وفهم لغة الجسد.
- تطوير المهارات اللغوية؛ للتحدث بثقة وإيجابية، ونقل مشاعرك وأفكارك للمحيطين، مثل اكتساب مهارات الخطابة والإلقاء.
- تطوير المهارات السمعية، التي ترتقي بقدرتك على التواصل الجيد، عبر الإصغاء الهادئ للمحيطين بك، مما يهبك فهماً أعمق لكلّ كلمة تسمعها.
- تطوير المهارات الإدارية، بما يعزز لديك القدرة على التخطيط والتنظيم وتحديد الأولويات، وإدارة الوقت وغيرها.
- تطوير المهارات القيادية، مثل: الوعي الذاتي، تحفيز الآخرين، الاستقلالية، حل المشكلات.
- تطوير المهارات الوظيفية، مثل: المبادرة، تولّي المسؤولية، إدارة الجودة، التفكير النقدي، الانضباط.
نصائح ذهبية لتطوير المهارات الشخصية
طوّر مهاراتك الشخصية الناعمة، من خلال تعلّم المفيد والجديد، وتحسين ما لديك من مَلَكَات، ولك أن تُجرّب اتبّاع النصائح التالية:
- تغلّب على مخاوفك
في كرة القدم يقولون: أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم! ولأن الخوف قد يمنعك من النمو والتقدم؛ قرّر تجاوزه الآن، وفوراً..
فإذا كنت تخشى –على سبيل المثال- التحدث أمام جمهور، فانضمَّ إلى برنامج تدريبي لإتقان مهارات الإلقاء؛ ومن يدري، فلعلّك بوثبة صغيرة مثل هذه، تشقّ طريقاً واعداً فتصبح محاضراً أو مدرباً محترفاً.
يُنسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نهج البلاغة قولُ:
“إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ”.
- اقرأ أكثر!
القراءة توسّع مداركك في كافة المجالات، وتحفّز عقلك ومهارات التفكير النقدي لديك، لذا وطّن نفسك على قراءة مقال تعليمي أو تحفيزي واحد على الأقل يومياً.
إلى جانب قراءة كتاب واحد شهرياً، وستجني من ذلك ثمرات أعظم مما تتخيل.
- تعلّم مهارة جديدة
يساعدك تعلّم مهارة جديدة على تطوير المهارات الشخصية كأن تأخذ دورات لتعلم لغة جديدة، أو تعلّم البرمجة، تصميم مواقع الإنترنت، ريادة الأعمال أو التسويق الإلكتروني.
وتستطيع تعلّم المهارة الجديدة من خلال الاشتراك في الدورات التدريبية، أو عن طريق مشاهدة المحاضرات مجاناً عبر الإنترنت.
وفي الغالب الأعمّ ستجد أي اختصاص تبحث عنه، بأية لغة تفضلها، ومهما كان مستواك فيه مبتدئاً أو متقدماً؛ فابحث عن غير هذا العذر إذا رُمت التكاسل!
- استفد من رأي محايد
اطلب رأي صديق أو زميل أو حتى ربّ عملك، حول مشروعك الجديد، أو مهارتك القادمة التي تفكّر في اكتسابها وإتقانها.
استفد من الآراء الإيجابية، وتقبَّل النقد البنّاء بصدرٍ رحب، الأمر الذي سيُسهم حتماً في خلق فرص جديدة وحقيقية للتحسين والتطوير.
- راقب وتعلّم
شاهد وتعلّم من الأشخاص المميزين الذين يلهمونك.. ربما يكون صديقاً، أو شخصاً حكيماً جليلاً في العائلة، أو شخصية عامة مؤثرة؛ حدّد الصفات التي تعجبك فيه، وحاول اكتسابها، وتحدّث معه عنها إن استطعت.
- وسّع دائرة معارفك
مزيدٌ من المعارف، يقابله اكتساب مزيد من الخبرات والمهارات والفرص الجديدة كل يوم، فلا تتردد في توسيع دائرة معارفك كلما استطعت.
وهذه هي القاعدة العامة في موقع العلاقات العامة والأعمال الأشهر عالمياً LinkedIn.. ننصحك ببناء ملف شخصي متكامل عليه، وقبول طلبات التواصل، وإرسال عدد منها كل يوم لأشخاص تعرفهم أو تتعرّف عليهم ضمن مجال اهتمامك الجديد الذي تسعى لإتقانه.
كما ننصحك بالنشر المنتظم فيه، ومشاركة منشورات مفيدة للآخرين، والتفاعل مع زملائك ومجموعاتك هناك في الشركة والمهنة والقطاع والاهتمامات.
ستدهشك النتائج والفرص المنهمرة خلال شهرين فقط من التزامك بالنشر المتواصل لموضوعات مفيدة على لينكدان
وسواء أكنت تنشد فرصة عمل، أو تدريب، أو تبحث عن عميل جديد أو محتمل، أو تتطلع للعثور على شخص ملهم تستقي منه؛ فسيكون هذا الموقع خير معين لا ينضب، وفيه واجهات بلغات متعدّدة منها العربية.
- اكتب ودوّن
الكتابة تُكسبك الوعي الذاتي، لذا جرّب تدوين رؤس أقلام لأحداث يومك، قراراتك، ومحادثاتك الأخيرة، ضمن دفتر يوميات خاص أو ربما ملفاً نصياً سريعاً..
اجعل منه رقيباً غير رسمي على سير خطتك التطويرية، وتقييم أهدافك، بما يساعدك على إنجاح النمو الشخصي.
- سجّل إنجازاتك
أنشئ سجلاً خاصاً بإنجازاتك المهنية والشخصية، ودوّن فيه كل التطورات الرئيسية في التعلم والتدريب والعمل والتطوير والنمو وقت حدوثها، بما يحفزّك على تعلم مزيد من المهارات أو يشجعك على صقل ما برعت فيه أكثر وأكثر.
- تأمل
أطلق العنان للتأمل؛ وتخلص من التوتر والقلق، وزد من وعيك وتركيزك في تنمية ذاتك، بطريقة صحية إيجابية.. تخلّص من أفكارك السلبية كل يوم، وحولها إلى إيجابية.
وببحث صغير على متاجر التطبيقات، ستجد عشرات الخيارات من تطبيقات الاسترخاء والتأمل على الأجهزة الذكية..
وستجد أن إدخال روتين يومي منها ولو لدقيقة أو دقيقتين، سيقلب موازين حياتك رأساً على عقب..
فيما سيجد بعضنا راحته في الصلاة والعبادات والمناجاة، وفي هذا خير كثير أيضاً.
- استشر خبيراً
قد تحتاج استشارة خبير، يساعدك في بناء مهارات تطوير الذات، فلا تترد في التواصل مع مرشد محترف، واستثمارك في هذا ربحٌ خالصٌ مؤكّد إذا أحسنت الاختيار!
ابدأ الآن في تطوير مهاراتك واقتنص الفرص!
ابدأ الآن رحلة تطوير المهارات الشخصية، ودع عنك السؤال: ماذا أفعل؟ وكيف أبدأ؟ وهل أعالج نقاط ضعفي، أم أعزز نقاط قوتي؟
لأن كل هذه الأسئلة ستتضح إجاباتها وضوح الشمس، بمجرّد خوض الرحلة الماتعة، وستتبلور رغباتك في التغيير بصورة أوضح يوماً بعد يوم.
عندما تبدأ، قيّم المهارات التي تكتسبها من أنشطة التعلم والتطوير أولاً بأول، للتأكّد من أنها تقرّبك من تحقيق الهدف، ثم دوّن تلك المعارف الجديدة؛ فالتدوين سيجبرك على وضع خطة مكتوبة للتطوير، وسيعينك على مراقبة أهدافك، وتعديلها إن لزم الأمر.
ولا تنسَ توثيق إنجازاتك الشخصية والمهنية في سجلٍ خاص، حتى تتذكر شعورك تجاهها في مراحل متقدمة، مما قد يوجهك إلى أنشطة ومجالات أكثر ملاءمة لتطوير قدراتك.
أنت الآن جاهز لاستقبال مزيد من الفرص الجديدة، التي ربما لم تفكر بها من قبل، ولكن ننصحك بدراسة الأمر جيداً، لتحدد إن كانت هذه الفرص تدعم تقدّمك نحو هدفك الأساسي. وتذكّر جيداً أن الفرص قد لا تدوم، فاغتنمها فوراً.
ولأن تنمية المهارات الشخصية يحتاج إلى وقت إضافي في جدولك اليومي، فبإمكانك الاستفادة من فوائد تعلم المهارات أون لاين، من أجل اختصار وقتك، والتحرر من قيود الزمان والمكان، وهذا هو موضوع مقالٍ تالٍ من إنجازي، ننصحك بمراجعته.
حدّثنا في مربع التعليقات أدناه: إلى أين وصلت في رحلتك لاختيار أنسب الطرق في تطوير مهاراتك الشخصية. أو راسلنا عبر عنوان بريدنا الإلكتروني، وسنبذل قصارى جهدنا لنجيبك عن جميع استفساراتك بدقة، ونقدم لك موادّ وموارد جديدة تفيدك في تطوير مسارك وإنجازاتك القادمة.
سعياً حميداً نرجوه لك.
تحرير: إنجازي©